ترجمات عبرية

أفرايم عنبر ​- الخوف – دافع السلوك الافضل في الشرق الاوسط

اسرائيل اليوم – مقال – 13/11/2018

بقلم: أفرايم عنبر

بعد أكثر من نصف سنة على مظاهرات العنف على طول الحدود في غزة، محاولات اجتياز الجدار الامني، نار الصواريخ واطلاق البالونات الحارقة، لا مكان لـ “تسوية” في غزة، اي اتفاق هدنة.

لا مجال للثقة بوعود حماس بان تضع سلاحها. وفقط عندما تخاف من رد فعل الجيش الاسرائيلي (التي لا بد سيأتي) سيكون هدوء. في اسرائيل يميلون لان ينسوا بان الخوف هو دافع السلوك الافضل في الشرق الاوسط. لاسفنا، بين الحين والاخر يجب اعطاء تذكير عنيف لاعدائنا، الا يحاولوا تنظيف حياتنا. ومجرد حقيقة أن حماس تواصل عادتها لفترة طويلة تشير الى انعدام الردع الذي بدونه لا يمكن لاي اتفاق هدنة ان يساوي الورق الذي يكتب عليه. التوقع بان تحترم حماس الاتفاقات مع الدولة اليهودية، التي ترغب في تدميرها، هو سذاجة لا تغتفر. فعلة الابتزاز تؤدي الى “تسوية” هي مقدمة لمحاولات ابتزاز اخرى.

ان التفكير بان تحسين شروط المعيشة لسكان غزة سيقلل العنف والكراهية من جانب حماس، اساسه في الخطأ. فلا توجد في اي مكان في العالم علاقة مباشرة بين الارهاب ومستوى المعيشة. وهذا صحيح ايضا بالنسبة للفلسطينيين. استطلاعات اجريت مؤخرا تشير الى ان الغزيين بالذات يبدون عدوانية اقل تجاه اسرائيل من اخوانهم في السامرة ويهودا، التي مستوى معيشتهم افضل. يحتمل أن تكون المعاناة اكبر حين يشعرون في غزة بوجود  معامل تربوي. فهم يفهمون بان النزاع الطويل مع اسرائيل ينطوي على ألم كبير.

صحيح أن الجماهير تتعلم ببطء، ولكن في نهاية المطاف الضرر والالم يؤثران على السلوك السياسي. فالالمان عانوا بشدة في الحربين العالميتين، وقد تنكروا اليوم لتراثهم الحربي. مصر هي الاخرى فهمت بان اتفاق السلام مع اسرائيل افضل من استمرار النزاع العنيف.

ان موضوع الحرب هو الحاق الالم بالطرف الاخر، من اجل تغيير سلوكه. لا يوجد اي منطق لاعطاء السكاكر لحماس، التي تخوض حربا ضدنا. العكس هو الصحيح، يجب جباية اثمان عالية على السلوك العدواني. هذه الرسالة التي ينبغي لاسرائيل أن تنقلها الى حماس، السلطة الفلسطينية والى اعدائنا الاخرين. فمن اجل النجاة في الشرق الاوسط ينبغي أن يكون واضحا بان من يعمل ضد اسرائيل، ستلحق به معاناة شديدة.

ان الامتناع عن احتلال غزة مفهوم، وبالطبع لا منفعة من محاولات الهندسة السياسية هناك. فليس من شأننا ان نعيد الى غزة حكم السلطة الفلسطينية المعادية لاسرائيل. مفهوم ايضا المحاولة لعدم الانجرار الى معركة سياسية واسعة النطاق في غزة، حين يكون الاهتمام الاساس هو للمعركة الاهم ضد ايران. ومع ذلك، ففي سلم العنف الذي يوجد تحت تصرف الجيش الاسرائيلي، هناك عدة مراحل تسمح بالصعود فيها، دون احتلال غزة، بهدف اطلاق رسالة لحماس بان استمرار النزاع سيؤلمهم اكثر.

رغم الاحداث أول أمس يجب مواصلة الاقتحامات البرية الابداعية بل واكبر منها، والاثبات لجيراننا باننا لا نخاف من استخدام القوات البرية من اجل معاقبة من يريدون موتنا. والخوف من الخسائر هو دوما اعتبار هام، ولكن من شأنه ان يكون على حساب الردع الاسرائيل، الحيوي لتثبيت الهدوء على طول الحدود في المستقبل ومنع الخسائر في المستقبل.

فقط بعد ضربة قوية وأليمة لحماس في غزة، يكون احتمال للوصول الى “تسوية” لا تكون انتصارا لمنظمة الارهاب. وعليه، فانها ستصمد اكثر من بضعة اشهر حتى محاولة الابتزاز التالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى