ترجمات عبرية

أفرايم عنبر / “قص العشب”: الاستراتيجية تجاه حماس

اسرائيل اليوم – بقلم  أفرايم عنبر  – 25/6/2018

الدعوات التي تطلق غير مرة لاحتلال القطاع غير واقعية. فالتطلع الى وضع حد نهائي للارهاب من غزة مفهوم، ولكنه ليس واقعيا. فخلف الحدود يوجد عدد كبير من السكان ممن يكرهون اليهود، واستخدموا الارهاب تجاه اسرائيل في الماضي – حتى عندما كانت اسرائيل تسيطر في قطاع غزة. واحتلال القطاع، وهو حملة عسكرية غير بسيطة من شأنها أن تكلف دما كثيرا، وفي اعقابه اخذ المسؤولية عن سكان غزة، ليس مرغوبا فيه. كما ان اسقاط حكم حماس، الذي لن يصفي العطف في اوساط الفلسطينيين لهذه المنظمة المتطرفة، لا يخدم المصلحة الاسرائيلية. فوجود حكم حماس يضعف الحركة الوطنية الفلسطينية، رافضة السلام. ويثبت الانقسام بين غزة والضفة بان الحركة الوطنية الفلسطينية غير قادرة على أن تقيم دولة ولا تشكل شريكا للسلام.

منظمة حماس على وعي بالمنطق الاستراتيجي الاسرائيلي ولا تخشى حربا كبيرة من جانب اسرائيل، تستهدف وضع حد لحكمها في غزة. وبالتالي عندما تكون لها ضائقة ما، مثلما كان في 2014 ومثلما يحصل في هذه الايام، فان الامر يدفع حماس لان ترفع مستوى العنف ضد اسرائيل، على امل أن ترضى اسرائيل والاسرة الدولية فتضخ مساعدة مالية للقطاع. وسيتوجه المال المضخ في قسم منه مباشرة الى صندوق المنظمة، والباقي لشراء الهدوء السياسي في الشارع الغزي. لعبة معروفة. وكي يظهر بان من يبعث بالمال لا يستسلم لابتزاز منظمة ارهابية، فانه يسمي ذلك “مساعدة انسانية”.

حقيقة معروفة، تستند الى بحوث عديدة، هي ان لا صلة مباشرة بين مستوى المعيشة (الفقر) والنشاط الارهابي. فحماس تختار الارهاب ضد اسرائيل ليس بسبب مستوى المعيشة المتدني لسكان غزة، بل بسبب الايديولوجية المتطرفة التي تسعى الى تصفية الدولة اليهودية. موجة الارهابـ التي بدأت في خريف العام 2000، اشتعلت عندما كان مستوى المعيشة للفلسطينيين في السامرة، يهودا وقطاع غزة أعلى من أي وقت مضى. وبالتالي فان على اسرائيل ان تشفى من الفكرة الساذجة بان تحسين مستوى معيشة الغزيين سيقلل الارهاب.

ان عدم الرغبة الاسرائيلية في اسقاط حكم حماس لا يعفي اسرائيل من مواصلة القتال ضدها، ولا سيما لغرض التقليص قدر الامكان من قدرة العدو على الحاق الضرر باسرائيل. يجدر بالذكر انه من الصعب جدا التأثير على سلوك منظمات اسلامية متطرفة، بسبب استعدادها لدفع اثمان باهظة في ظل التمسك بالهدف. وعليه فكل ما يمكن لاسرائيل أن تأمل بتحقيقه باستخدام القوة هو الردع المؤقت.

ولهذا فقد تبنت اسرائيل بحكمة استراتيجية عسكرية صبورة من الاستنزاف، او بتعبير آخر “قص العشب” الذي يستهدف أولا وقبل كل شيء المس بقدرات العدو. تعمل اسرائيل بقوة على تدمير قدرات العدو، فقط بعد أن يكون تعرض لسلسلة من الهجمات، وتبدي قدرا كبيرا من ضبط النفس في اعمالها الهجومية كي تحقق شرعية دولية.

هذا، على أمل أن تحدث حملات كبيرة معدودة، تحصل بين الحين والاخر، ردعا مؤقتا يسمح بفترات من الهدوء. ومع ذلك، يحتمل أن تستوجب استفزازات حماس من اسرائيل عملية واسعة النطاق، ولكن في كل الاحوال – ليس احتلال القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى