أقلام وأراء

أشرف صالح يكتب ماذا لو إنكسر الحصار عن غزة …؟

بقلم اشرف صالح 28-8-2021م

رغم أنني غير مقتنع بأن “الحصار الجزئي” على غزة هو السبب في معاناة غزة , بل ومعاناة الكل الفلسطيني في الضفة والقدس وعرب 48 والشتات , ولكنني سأكتب تحليلي إفتراضاً لما تقول الفصائل المنقسمة عبر وسائل الإعلام , ومن هنا فيجب أن نطرح سؤالاً مهماً , ماذا لو إنكسر الحصار عن غزة ؟ وماذا يعني كسر الحصار ؟ بعد الحرب الأخيرة كسر الحصار يعني أن تعود غزة كما كانت قبل الحرب , وقبل الحرب كسر الحصار يعني أن تدخل البضائع الى غزة بنسبة 100% , وتفتح المعابر بنسبة 100% , بدلاً أن تكون 80 أو70 % , وهذا ما كنت أعنية بكلمة “الحصار الجزئي” في بداية مقالي , أما كسر الحصار والذي يعني فعلياً أن تعود التسهيلات في دخول البضائع وفتح المعابر ومساحة الصيد الى ما كانت عليه سابقاً.

 فأنا أعتقد أن التسهيلات على المعابر مهماً كان حجمها , فهي لا ترضي الفصائل لأنها بالأصل ليس هي المقصودة في خطاب الفصائل وخاصة حماس , فخطاب حماس والفصائل عن الحصار لم ولن ينتهي طالما أن هناك إنقسام , لأن الإنقسام هو المشكلة الحقيقية للشعب الفلسطيني , ولهذا السبب حماس والفصائل تتهرب من هذه الحقيقة وتركز تركيزاً كبيراً على الحصار الجزئي , وتخاطب العالم وكأن غزة لا يوجد بها كيس طحين , والحقيقة أن غزة يوجد بها كيس طحين , ولكن القليل من يستطيعون شراء كيس الطحين بسبب البطالة وقلة العمل والذي إنبثق عن الإنقسام .

إسرائيل تعمل وفق الخطة “أ” والخطة “ب” في ملف غزة , فالخطة “أ”  هي التسهيلات المتمثلة بفتح المعابر ودخول البضائع بنسبة 100% , وهذا الكرت الذي تلعب فيه الفصائل ككبش فدا عن الإنقسام , أما الخطة “ب” وهي الخطة المؤجلة من قبل إسرائيل الى  حين عوزتها , فهي تتمثل في إنشاء ميناء ومطار ومناطق صناعية ومشاريع إقتصادية , مهمتها  فصل غزة تماماً عن باقي الوطن , ورغم أن غزة مفصولة بفضل الإنقسام , ولكن ما أعنية هو فصل غزة تماماً بموجب إتفاق سياسي رسمي بين حماس وإسرائيل برعاية قطرية , وهذا الإتفاق أو التسوية السياسية المنتظرة , ويتم الترويج لها  إعلامياً تحت مسمى هدنة طويلة الأمد , ولكن في الحقيقي إسرائيل تسعى الى هذه التسوية , ولكنها تنتظر على نار هادئة كي تنضج الطبخه , فإسرائيل الآن تروض الفصائل وخاصة حماس على تنزيل سقف مطالبها بحيث أن التسوية القادمة تكون تكلفتها أقل بقليل ممن تتوقعه  إسرائيل حالياً .

الخلاصة , طالما أن هناك إنقسام فلم ولن تنتهي كلمة حصار حتى لو فتحت المعابر 24 ساعة ودخل الى غزة كل الأصناف من البضائع من كل العالم , لأن كلمة حصار هي كبش الفدا  لما فعله الإنقسام في الشعب الفلسطيني , والأمر الآخر أن إسرائيل تنتظر تطبيق الخطة “ب” والمتمثلة بإقامة ميناء ومطار ومناطق صناعية…إلخ , وهذا يعني تسوية سياسية بين حماس وإسرائيل تؤدي الى دولة غزة على أوراق رسمية .

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى