ترجمات عبرية

أبيرما غولان / اليسار مات، ليعش يسار الغد

هآرتس – مقال – 6/1/2019

بقلم: أبيرما غولان

من الصعب التقرير اذا كنا سنضحك أم نبكي ازاء الضجة التي اثارها طرد تسيبي لفني مما كان لفترة ما معسكر سياسي فاشل وباهت جدا. كان غريبا أن نتوقع كيف أن رئيس حزب العمل، الذي منذ أن احتل الحزب بصورة عاصفة، لم يفوت فرصة لأن يسارع نحو اليمين وأن يخطيء ويفشل ويتردد، كيف تمكن من اخراج هذا العرض غير الاصيل والمحرج للزعرنة (بصوت مرتجف كان يقرأ من ورقة”، بذريعة أنه هكذا علموه في الحي.

الامر المضحك أكثر هو المحاكاة الساخرة التي قدمتها سياسة الهذيان عن نفسها، لفني السياسية المجربة والعنيدة وصفت كضحية نسوية، في حين أن غباي الذي كانت اجابته الوحيدة على سؤال ما الذي يؤهله ليكون رئيس قادم للحكومة هي: “كنت مدير عام بيزك في عمر 36″، حظي بالدعم كونه شرقي اجتماعي! والذي اليسار الابيض بشكل عام والعمل بشكل خاص غير مستعدين لاستيعابه.

من اخترعوا التعبير المبرر بحد ذاته “يسار ابيض” مطلوب منهم الآن العودة والشرح أن كلمة “شرقي” ليست فقط صفة جينية أو شخصية، بل موقف ورؤية تقول إن غباي غير مرتبط معهم من أي جانب. “الاجتماعيون” الذين تهمهم القضايا الاجتماعية، يجب عليهم أن يتذكروا أن شعار “خفض مستوى المعيشة” يعود ليئير لبيد (الذي على الاقل لم يقف على رأس أحد الاحتكارات)، وأن هناك خضر اجتماعيون، هناك ما يكفي بدونهم.

ولكن هذا الحدث الذي ستنسيه قريبا فضائح جديدة غير مقلق أبدا. هو يعكس بدقة تراجيدية تحطم السياسة والزعامة السياسية في اسرائيل. والاكثر من ذلك، نهاية طريق اليسار وحزب العمل. عضو يمني اشار في هذا الاسبوع الى أن اليسار يحتضر الى درجة أنه من اجل القيام بحل نفسه هو مضطر الى استدعاء اثنين من الليكود. اجل هذه هي النهاية. ومن فضلكم اتركوا الآن التعبيرات المهذبة التي كانت تقول إن حزب العمل لم يكن في أي يوم يساري. لأنه لم يكن اشتراكي كفاية، أو لم يكن شعبي بما فيه الكفاية، أو ليس قوميا بما يكفي، أو أنه قومي أكثر من اللزوم، أو أنه لم يحارب ضد الاحتلال وقام ببناء المستوطنات – كل ذلك صحيح، لكن لا تتم محاسبة من يحتضر. كان هناك عمل اسرائيلي والآن لم يعد موجودا.

في لحظات الاحتضار هذه ليس هناك ايضا مبرر لفتح الجراح: عملية ازاحة حزب العمل بشكل خاص واحزاب اليسار بشكل عام الى هامش السياسة والمجتمع، استمرت سنوات كثيرة، حيث من المدهش أن الشهقات الاخيرة تواصلت حتى الآن. اليمين بائس بنفس القدر، هو فقط منطقة يمسك بشكل قوي بالسلطة ورسائله شعبوية، لكن هو ايضا سيتحطم في نهاية المطاف.

اليسار هو المسؤول حقا عن تحطمه، لكن ليس هو المتهم الوحيد. معظم العالم انزلق الى مناطق شعبوية خطيرة، في مركزها هناك ديكتاتورات منفلتو العقال وسياسيون فاسدون يغيرون مواقفهم كما يغيرون ملابسهم الداخلية حسب الاستطلاعات.

هذه هي البشرى السيئة، لكن توجد ايضا بشرى جيدة. المجتمع الاسرائيلي فيه عدد غير قليل من القوى الجيدة، المصممة والمجتهدة، التي حاولت العمل في احزاب اليسار لكنها قمعت وتهالكت. عندما ينهي المصفون اخلاء المنطقة يمكن لهؤلاء الناس، عربا ويهود، شرقيون واشكناز، نساء ورجال، صهاينة وغير صهاينة – البدء في 10 نيسان في بناء أسس العدل والمساواة المدنية، التضامن وتصفية الاحتلال، هذا هو يسار الغد.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى