ترجمات عبرية

آفي يسخاروف / مثل اسطوانة مشروخة .. تحافظ حماس على أجواء التصعيد

موقع واللا العبري – بقلم آفي يسخاروف – 23/7/2018

تحاول حماس أن تبقي في الوعي الإسرائيلي والدولي، وأن تخلق واقعًا غير مستقر على جانبيْ الحدود، والشعور الدائم هو أن الأوضاع قد تنفجر في كل لحظة، وجميع اللاعبين على الحلبة يدركون بأن هذا الروتين الخطير قد ينتهي إلى حرب إذا لم يحدث تغيير حقيقي في قطاع غزة.

التهدئة التي أعلن عنها بعد منتصف ليلة الجمعة تستند – على ما يبدو – على نفس التهدئة السابقة (هدوء مقابل هدوء)، دون أي تغيير على الواقع الذي أدى إلى هذا التصعيد، حماس سارعت إلى إنهاء تلك الجولة التي بدأتها بقتل الجندي، وإسرائيل وافقت عليها بعد أن كانت قد قصفت عددًا من الاهداف في إطار محافظتها على الامتناع عن الانجرار إلى حرب.

وبحسب أحداث الأيام الأخيرة، لا زالت حركة حماس تواصل اللعب بالنار، حيث تحوّلت سياسات السير على الحافة إلى استراتيجية، والهدف إبقاء غزة في الوعي الدولي والإسرائيلي بواسطة مجموعة من الوسائل، من بينها البلالين الحارقة والصواريخ والقذائف ونار القناصة، وفي المقابل تعلن عن استعدادها لتسوية أمام إسرائيل، وليس للحرب على طريقة “الجرف الصامد”.

في الأيام الأخيرة، اجتهدت حماس لنشر تلميحات غامضة عن رغبتها في وقف البلالين الحارقة، ونُقل عن مسؤولين حمساويين أنهم وعدوا وسطاء دوليين ومصريين بالعمل بالتدريج على وقفها، وعمليًا لم يُسجل أيّ انخفاض عليها، باستثناء الأحد الأسبق، ثم عادت حماس لتدعي بأن البلالين ظاهرة شعبية.

حتى إن حماس عملت على منع هذه النشاطات أو أظهرت شيئًا من هذا القبيل، لكن الخميس الماضي تصاعدت الحرائق بشكل كبير، تحديدًا الهجوم الإسرائيلي على إحدى خلايا إطلاق البلالين كشف خدعة حماس، حيث إن أحد نشطاء الذراع العسكرية قتل في هذا الهجوم، ممّا أكد تورط حماس في إطلاق البلالين.

الجمعة السابقة سجلت هدوءًا كبيرًا في ظاهرة البلالين، ومن غير المعروف سبب ذلك، كما أنه من غير المعروف إن كانت قيادة الحركة قد أعطت الضوء الأخضر للرد على مقتل أحد نشطاء القسام أم أنها كانت مبادرة ميدانية، وهناك مؤشرات على ذلك؛ فعلى عكس المرات السابقة لم يصدر أوامره لنشطائه بإخلاء مواقعهم المتقدمة على الحدود، حيث قُتل ثلاثة من بينهم أثناء قصف الجيش لمواقعهم، بالإضافة لذلك فإن قنص الجندي تم أثناء وجود قائد الحركة إسماعيل هنية في أحد مخيمات العودة المقامة بالقرب من الحدود، أي انه يمكن القول وإلى حد كبير بأنه لا هو ولا رجاله عرفوا عن العملية المخطط لها ضد الجيش، كما يجب ملاحظة أن حماس لم تقم بأيّ رد فعل على هجوم الجيش ضد أهدافها سوى إطلاق عدد محدود من القذائف، أي تقريبًا صفر رد فعل، وسارعت للعودة إلى التهدئة.

سلوك حماس يبدو أحيانًا وكأنه غير مستقر، وحتى غير مفهوم، فهي تملك قدرة مطلقة تقريبًا على وقف البلالين الحارقة، لكن السؤال: هل هي معنية بوقفها؟ وهذا ينسحب أيضًا على الإطلاق على إسرائيل، اشتعال النار بالنسبة لها وسيلة لإبقاء النقاش حول غزة دائرًا في إسرائيل وحتى داخل أمريكا، ويظهرها على أنها التنظيم القادر على تحديد جدول الأعمال الفلسطيني، لكن هل يفهم اسماعيل هنية ويحيى السنوار أن إبقاء غزة في العناوين بثمن التضحية بحياة الناس يمكن في النهاية أن ينتهي بحرب كبرى؟

وهكذا انتهت بالأمس جولة تصعيد أخرى قصيرة، والتي تحولت إلى روتين، الواقع المتوتر بين قطاع غزة وإسرائيل في الأشهر الأخيرة يتراوح ما بين التصعيد والتبريد، ومره ثانية وثالثة نشهد تصعيدًا بين الأطراف، بحيث بات يسود شعور بأننا على أعتاب تفجير قد يأتي في كل لحظه ويأخذنا إلى حرب، على صيغة “الجرف الصامد”.

ويبدو ان كل اللاعبين في الحلبة الغزية (إسرائيل وحماس والأمم المتحدة ومصر) يعرفون أن هذا الروتين الخطير “روتين السير على الحافة” سينتهي بحرب حقيقية، إذا لم يحدث تغيير كبير على واقع الحياة بالقطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى