آفي يسخاروف: حماس تسمح بإطلاق النار وإسرائيل تنقل رسائل تهدئة

موقع واللا العبري – بقلم آفي يسخاروف – 5/6/2018
حتى ساعات ما بعد ظهر اول أمس الأحد، وإلى لحظة كتابة هذه السطور، لم تتضح بعد هوية الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ يوم السبت نحو إسرائيل. في غزة قدّر كثير من المحللين بأن تنظيماتٍ مارقة – كتلك التي تستخدمها حماس في بعض الوقت كمقاولين فرعيين – هي من تقف وراء إطلاق الصواريخ، يبدو التقدير كالاحتمال الأكثر منطقية.
أي أن شخصًا ما في حماس اختار أن يغض الطرف، خصوصًا أنه بمقدور تنظيم كهذا أو غيره تحت اسم مستعار أن يطلق النار نحو إسرائيل، وبعد ذلك يعلن مسؤوليته عن ذلك، والهدف نقل رسالة غامضة لإسرائيل وللجمهور في غزة، وهي استمرار مباشر للرسالة التي حاول نقلها الأسبوع الماضي، وقبيل يوم النكسة الذي سيتم احياؤه غدًا: التنظيم يخطط لخلق معادلة جديدة، وحسب تلك المعادلة: لو ارتقى شهداء فلسطينيين في أحداث تظاهرات السياج؛ فإن الأمر سيتم الرد عليه بإطلاق صواريخ.
قد يبدو هذا التقدير مبكر جدًا، وما زال الحديث عن عمل لتنظيماتٍ مارقة هدفها توريط حماس وجرها لتصعيد أمام إسرائيل، لكن نمط عمل التنظيم في الأشهر الماضية يُشير إلى أن إطلاق النار يتوقف برضاها ويستمر برضاها أيضًا. من الصعب التحديد في هذه المرحلة، لكن سيناريو إطلاق نار مستقل من طرف هذه الفصائل من تلقاء نفسها يبدو ضعيفًا.
إطلاق النار يوم السبت تم تنفيذه تقريبًا مع بدء الإفطار، وبعد مرور عدة ساعات تلقى مستخدمو واتساب في غزة بيانًا بالمسؤولية، ووفق البيان “كتائب الشهيد أبو الريش تعلن مسؤوليتها عن إطلاق النار”، كذلك أيضًا كتائب شهداء الأقصى، وكلا الفصيلين يتبعان لفتح بالتحديد، كتائب أبو الريش وكتائب الأقصى غير موجوديْن في القطاع منذ سنوات طويلة، ويبدو أن هذا اسم مستعار تستخدمه التنظيمات بهدف إخفاء هوية مطلق النار. من هنا بالتحديد بدأت تنشر شائعات في القطاع بأن حماس أعطت موافقة لإطلاق النار، دون ربط نفسها بشكل مباشر بالحدث.
إطلاق النار أدى كما هو متوقع لرد إسرائيلي، قصف أهداف عسكرية لحماس بدون التسبب بخسائر أو إصابات. إن كان ما زال هناك من يتساءل عن كيفية فعل ذلك، فالحديث هنا عن تقنية تم تطويرها عن جولات قتال سابقة: في البداية يتم إطلاق صاروخ تحذيري نحو الهدف وبعد دقيقة فقط، يتم ضرب المبنى بصاروخ حقيقي بهدف التدمير.
وبذلك يحاول الجيش ان ينقل رسالة من طرفه لحماس: لا ننوي التوجه نحو تصعيد. لكن حتى هذا الوقت، هذه الرسالة لا تترك انطباعاً كبيرًا لدى قيادة حماس، التي قد تكون لها حساباتها الخاصة: الوضع الاقتصادي والانساني في غزة صعب جدًا، الرأي العام يصرخ مطالبًا بتغيير، حتى لو كان الثمن حربًا، وهذا التغير لا يأتي. لقد وعدت السلطة في الأسبوع الماضي بأنها ستستأنف دفع الرواتب، لكن الأمر لم يتم. إسرائيل، مصر، يتحدثون باستمرار عن تغير في الوضع الإنساني في القطاع، لكن هنا أيضًا لا توجد تغيرات دراماتيكية.
منذ ساعات الفجر، عمّ هدوءًا نسبيًا في كل ما يخص إطلاق الصواريخ او القذائف، وهو مستمر حتى كتابة هذه السطور. للأسف الشديد هناك اتفاق على شيء واحد على الأقل اليوم في غزة وإسرائيل: هذا الهدوء هش، ولن يمر وقت طويل حتى نشهد مزيدًا من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.