ترجمات عبرية

آفي يسخاروف – الجميع يريد قطعة من التسوية والهدوء يزداد بعدًا

موقع واللا العبري – بقلم  آفي يسخاروف – 28/8/2018

جولة أخرى من المحادثات بين مسؤولي فتح والمخابرات المصرية بخصوص المصالحة الداخلية الفلسطينية انتهت في القاهرة دون نتائج. مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف جاء في زيارة أخرى إلى قطاع غزة؛ وقادة حماس وفتح يتبادلون الاتهامات حول أسباب فشل المحادثات إلى الآن بشأن المصالحة والتسوية مع إسرائيل، عالم يدور كعادته.

على الأرض، على الأقل تسجل انخفاضًا ملحوظًا على العنف وفي عدد المتظاهرين أيام الجُمع بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة وفي عدد البالونات التي تطلق باتجاه إسرائيل، هذه الظواهر ما تزال قائمة، لكنها تسير بنمط اكثر انخفاضًا. بيت القصيد: الآمال بأن تتوصل كل من حماس وإسرائيل إلى تسوية دراماتيكية وحقيقية تبدو في هذه المرحلة احتمالًا بعيدا، وثمة كثيرون متهمون بالتسبب بذلك.

أحد العناصر المركزية لذلك هي الحرب “الدبلوماسية” الدائرة بين قطر ومصر حول قضية الأحقية، أو بكلمات أخرى: من الذي سيعتبر عراب التهدئة مع إسرائيل و/ أو المصالحة؟ ذلك بالإضافة إلى الخلافات المعتادة بين حماس وفتح، والعداء المتأصل بين إسرائيل والتنظيم الحاكم في غزة.

إلى وقتنا هذا، يبدو أن الدوحة من ناحية والقاهرة من ناحية أخرى تعملان في مسلكيْن لا يوصلان إلى حد كبير إلى ذات الهدف، فالموقف المصري يقول بأنه يجب أولًا تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية بين حماس وفتح، وبعد عودة الحكومة الفلسطينية إلى القطاع يكون من الممكن الحديث عن تسوية أوسع بين غزة وإسرائيل.

المشكلة الكبرى هي ارتباط أي قضية تسوية بالرغبة الجيدة لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، الذي لا يتحدث عن المسارعة بالعودة إلى حكم غزة، على الأقل ليس على حسب شروطه: تنازل حماس عن جميع مظاهر الحكم في القطاع ونزع سلاح الجناح العسكري وتسليم جميع الأدوات القتالية التي بحوزته إلى السلطة، أو كما اعتاد أبو مازن على وصفه بـ “قانون واحد وسلاح واحد”؛ الحلم الأجمل تقريبًا لدولة إسرائيل. غير أنه ولسبب ما، هناك في تل أبيب من يتهمه بتأخير التسوية بدلًا من تشجيعه على التمسك بمواقفه.

الدوحة لا تنتظر أبا مازن

الأسلوب القطري يكاد يكون معكوسًا، فالدوحة لا تريد أن تنتظر عباس أكثر، وتوصل رسائل تلو الأخرى بأنها مستعدة للاستثمار الموسع في القطاع، بما يشمل إقامة مطار في منطقة إيلات مخصص للغزيين (بإشراف إسرائيل الأمني) تحلق الطائرات منه إلى قطر وتركيا، كما أنهم كانوا يريدون إقامة ممر بحري بين غزة وقبرص؛ مع ميناء في قبرص يستوعب البضائع من غزة واليها، ويعمل تحت إشراف أمني إسرائيلي.

بسبب هذه الاحتمالية، انزعج أبو مازن ورجاله وأرسلوا رسائل واضحة: إذا ما وقعت حماس على مثل هذا الاتفاق مع إسرائيل أو وافقت على مثل هذه الشروط؛ فهذا يعني انفصال قطاع غزة نهائيًا عن الضفة الغربية، وتوقف السلطة الفلسطينية عن جميع دفعاتها لغزة، حيث يدور الحديث عن مبالغ كبيرة، تقدر حاليًا بحوالي 95 مليون دولار شهريًا.

إضافة إلى ذلك، المصريون يعارضون هذه الأفكار بشدة، ذلك أن قطر عدوة القاهرة هي التي ستحدد القسائم، بالإضافة إلى ان ارتباط قطاع غزة بمصر سيقل إلى حد كبير. المصريون ورغم أنهم لم يكونوا يريدون ارتباط مليونيْن من سكان القطاع بالقاهرة؛ غير أنهم أيضًا غير معنيين بأن ينفصل هؤلاء تمامًا عنها؛ وهكذا فالحرب على الأحقية أصبح مدماكًا آخر في عناصر وأسباب تأخير التسوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى