ترجمات عبرية

يديعوت احرونوت: مناورة انسانية

يديعوت احرونوت 1/5/2024، يوسي يهوشع: مناورة انسانية

في إطار تنسيق التوقعات قبيل مناورة محتملة في رفح، اذا ما حصلت، يجدر منذ الان التشديد على أنها ستكون مختلفة جوهرا عما رأيناه حتى الان في قطاع غزة. وذلك بسبب قيود الأمريكيين، غير المستعدين لان يحتملوا إمكانية إصابات للابرياء، إضافة الى مطالب الإغاثة الإنسانية، قبلها، في اطارها وبعدها. اما المصريون من جانبهم فيطالبون بتنسيق امني وثيق. 

قذيفة طائشة واحدة تقتل مدنيين دون قصد، ستؤدي الى وقف الحملة. ولهذا فان المهمة الملقاة على فرقتي 98 و 162 تختلف جدا عن تلك التي اعتادتا عليه في القطاع، واستخدام النار سيكون حذرا للغاية. لقد سبق للامريكيين أن اوضحوا بانهم لن يحتملوا إصابات للمدنيين وهذه مهمة على حدود المتعذر في منطقة مع اكثر من مليون مواطن. 

تخوف من اقتحام جماهيري

خطوتان تجريان بالتوازي: التنسيق مع المصريين ومع الأمريكيين. المصريون يخشون جدا اقتحام الجماهير للمعبر بل وعلى طول الحدود. وقدرت محافل إسرائيلية بانه في اللحظة التي تنضغط فيها حماس من عملية عسكرية، فانها كفيلة بان تدفع المواطنين في رفح الى الحدود كي يمارسوا ضغطا على المصريين الذين سيعملون على وقف العملية الإسرائيلية. 

وعليه فان الجيش المصري في استعداد خاص. من ناحيته هذا سيناريو كابوسي. وهو أيضا يستخلص الدروس من اقتحام جماهيري مثلما في 7 أكتوبر. هذا التخوف دفع المصريين أيضا لان يمارسوا ضغطا اكبر على حماس للوصول الى صفقة ولمحاولة منع العملية الإسرائيلية. 

من المتوقع اليوم ان يزور وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن إسرائيل وان يتجول في ميناء اسدود وفي معبر كرم سالم كي يفحص عن كثب نقل المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة. في الأيام العادية تكون هذه جملة مجنونة جدا. وزير القوة العظمى في العالم، شخص مجهول بعض الشيء، يطير الى الطرف الاخر من العالم كي ينظر الى شاحنات قمح تدخل الى قطاع غزة. لكن في واقع الامر هذه هي كل القصة. في إدارة بايدن يريدون أن نعطي اكثر قليلا كي تتاح الحملة في رفح، اذا كانت ستتاح على الاطلاق.

الى جانب المبادرة الامريكية للتطبيع مع السعودية، والحلف الأمني الإقليمي، يريد بلينكن أن يتأكد من أن الجيش الإسرائيلي يفعل كل شيء كي يمتنع عن المس بغير المشاركين في اثناء الدخول الى رفح وكذا مواصلة الجهد الإنساني في القطاع حتى في وقت المناورة في جنوبه. اليوم، مثلا، سيعرضون عليه بالضبط اين هي مناطق اخلاء السكان، كم مستشفى وعيادة ستعالج الجرحى واي غذاء سيحصل عليه المخلون لرفح في مناطق التجمع. 

واضح للجميع في الجيش الإسرائيلي بانه ستدخل القوات الى رفح. لن يكون ممكنا استكمال اهداف الحرب دون المرور عبر المعقل الأخير لحماس في غزة. لخطة العمر توجد مراحل مختلفة مع قدرات توقف وتغيير للمهمة وفقا للضغط الذي يمارس على إسرائيل.

أزمات شرعية في الحد الأدنى

لاجل استكمال هذه الخطوة مع الحد الأدنى من أزمات الشرعية الدولية والحد الأقصى من الإنجازات العسكرية – في مكتب تنسيق الاعمال في المناطق وفي الجيش عملوا في الأسابيع الأخيرة على خطة إنسانية – مدنية استثنائية في حجمها. 

كيف عمل ذلك؟ بداية تم توسيع الجهد الإنساني الى قطاع غزة. بمعنى أن إسرائيل زادت عدد الشاحنات التي تدخل اليوم الى القطاع (250 – 400 في اليوم)، خطوة اغرقت القطاع بالمساعدات. صعب قليلا الادعاء بالجوع في القطاع حين تخرج نحو مئة شاحنة كل يوم الى شماله والأسواق مليئة بالغذاء. 

الى جانب هذا، أقيمت مستشفيات ميدانية في المجال الإنساني الذي حدده الجيش الإسرائيلي في منطقة المواصي وكذا في منطقة معسكرات الوسط، فتحت واصلحت انابيب المياه الى قطاع غزة في الجنوب، في الوسط وفي شمال القطاع. الكرزة التي في القشدته هي الرصيف العائم المؤقت للجيش الأمريكي الذي يقام هذه الأيام في شواطيء غزة، والذي سيعمل على استيعاب المساعدات الإنسانية عبر البحر، بالتوازي مع ميناء اسدود الذي فتح بتعليمات الكابنت الإسرائيلي لادخال المزيد من المساعدات عبر إسرائيل. 

المناورة في رفح ستكون باعثة على التحدي، مناورة إنسانية. دون صلة بالتحدي الدولي في ضوء غياب الشرعية لمواصلة الحرب في غزة – بخاصة في داخل منطقة مكتظة تضم اكثر من مليون انسان. في الجيش يقدرون بان قرابة 200 الف فلسطيني من أصل 1.4 مليون تركوا رفح في الأسابيع الأخيرة، أساسا الى خانيونس ومعسكرات الوسط، ويستعدون بكثافة لاخلاء المليون المتبقي، حتى لو لم يتركوا كلهم في ضوء دعوات الجيش للتحرك شمالا. في الجيش الإسرائيلي يفهمون بان مستوى الشرعية الدولية لمواصلة الحرب قل جدا عن ذاك الذي حظينا به في أكتوبر. لهذا الغرض كان مطالبا بزيادة الجهد الإنساني، حتى لو لم يكن هذا يحظى بالرضى في العين الإسرائيلية. بينما يوجد من يشكو من كل شاحنة غذاء تدخل الى القطاع – في البيت الأبيض يتابعون بدقة كل كيس ارز وقمح يجتاز الحدود معبر المعابر. في الوضع الحالي لإسرائيل التي تقاتل منذ اكثر من نصف سنة في عدة ساحات بالتوازي بينما الحل العسكري او السياسي لمشكلة الشمال بعيد عن التحقق – يفهمون في الجيش، مثلما في كابنت الحرب أيضا، بان ليس لنا ترف لرفض الطلب الأمريكي لبادرات إنسانية في قطاع غزة مقابل مواصلة الدعم والمساعدة من جانب البيت الأبيض. 

حتى لو خرجت العملية بالفعل الى الدرب، هذا اذا لم يوقفها الامريكيون وحتى لو هزمت اربع كتائب حماس في المكان – فهذا لن يكون النصر المطلق. الامر الأهم في رفح هو اغلاق محور التهريب. ولا يمكن لهذا ان يحصل الا بتنسيق كامل مع المصريين لان الجيش الإسرائيلي لن يبقى اذا ما تقرر بناء عائق تحت ارضي في الجانب المصري ليكون منكشفا امام الإصابة. 

يمكن للجيش الإسرائيلي أن ينفذ اعمال كشف لكنها لا تكفي للتدمير الكامل لانفاق التهريب. كما اسلفنا، فالتهريبات نفذت أيضا عبر المعبر نفسه ولهذا فان إسرائيل بحاجة الى التعاون المصري.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى