ترجمات عبرية

هآرتس: يحيى السنوار يمكنه الهدوء لأنه يوجد في الحكومة من يقومون بحمايته

هآرتس 1/5/2024، تسفي برئيل: يحيى السنوار يمكنه الهدوء لأنه يوجد في الحكومة من يقومون بحمايته

يمكن التقدير بأن قلب يحيى السنوار انخفض نبضه عندما سمع الانباء عن حادثة الطرق التي أصيب فيها ايتمار بن غفير. لو كان باستطاعته لكان ارسل اليه باقة ورود وعرض على زوجته بأن ينقلها بسيارة تندر تويوتا بيضاء الى المستشفى بدلا من تكليف ضابط في الشرطة بذلك، لأنه ليس المخطوفين أو قطر أو مصر هم السور الواقي لحماس. بتسلئيل سموتريتش، الذي يسمى وزير المالية، والمجرم المدان بن غفير، هما بوليصة التأمين لحماس ورئيسها، الذي يجب عليه الصلاة من اجل سلامتهما خمس مرات في اليوم. 

بفضل هذين الازعرين العنصريين نجح يحيى السنوار في أن يفعل بالحكومة ما فعله بنيامين نتنياهو للسلطة الفلسطينية وحماس، التفريق والتقسيم، “فرق تسد”، الذي في حالة الفلسطينيين منع أي احتمالية للتوصل الى اتفاق سياسي داخلي، وفي حالة اسرائيل يتوقع تفجير صفقة المخطوفين. السنوار حتى لا يحتاج الى تمويل سموتريتش أو بن غفير، كما مول نتنياهو حماس، من اجل أن يقف ضد رئيس الحكومة. هما يفعلان ذلك بتطوع واستمتاع. “اذا وافق نتنياهو على الصفقة المصرية”، هدد سموتريتش، “هذا سيكون استسلام مهين وحكم بالاعدام على المخطوفين غير المشمولين في الصفقة، وسيشكل خطرا على دولة اسرائيل”. هذا الشخص العاجز الذي صرح في شهر شباط عندما قال إن “عودة المخطوفين ليست الامر الاكثر اهمية”، فجأة اصبح يقلق من أن المخطوفين غير المشمولين في الصفقة لن يعودوا، وأن من يمكن أن يتحرروا يهمونه وبحق مثل قشرة الثوم. 

مع هذه التهديدات يمكن للسنوار الهدوء. هو يمكنه الموافقة على أي صفقة مع المعرفة المؤكدة بأن سموتريتش سيقف الى جانبه وسيفشلها. بفضله حماس تستطيع غسل اليدين، ودم المخطوفين سيكون على يد نتنياهو وسموتريتش وبن غفير، حراس العتبة الذين يقلقون فقط من “الاستسلام المهين” الذي يتوقع للدولة اذا تم التوقيع على الصفقة.

هكذا، بحركة كماشة خانقة، حبس السنوار نتنياهو. فمن جهة، سموتريتش وبن غفير، ومن جهة اخرى بني غانتس مع صيغة تهديده الخاصة، “اذا تم تحقيق خطة مسؤولة لاعادة المخطوفين بدعم من كل جهاز الامن، لا تشمل انهاء الحرب، ومنع الوزراء الذين قادوا الحكومة في 7 اكتوبر ذاك، فانه لن يكون للحكومة الحق في مواصلة الوجود وقيادة الحملة”، قال.

يبدو أنه يوجد حلف جهنمي امام نتنياهو. قوتان متعارضتان تهددان باسقاط حكومته. وللوهلة الاولى يبدو أن الفضل الوحيد الذي يعطونه له هو اختيار من الذي سيسقطها. بالطبع الحديث يدور عن خدعة تكمن في منظومة الشروط التي ارفقها غانتس بتهديده. ما معنى “خطة مسؤولة”؟ وما معنى أن “كل جهاز الامن يجب أن يدعم الخطة؟ هل يشمل ذلك ايضا وزارة الامن الوطني؟ ما هي صيغة “عدم انهاء الحرب”، هل القصد هو ايضا احتلال رفح؟ وبالاساس ما هو الهدف من استمرار الحرب، التي فقط وقفها بالكامل من شأنها ربما أن يحقق هدف واحد، الاهم من بين كل الاهداف، وهو تحرير المخطوفين.

غانتس هو شاعر الشروط، تهديده فارغ، امامه تهديد سموتريتش وبن غفير هو ملموس وعنيف بما فيه الكفاية من اجل أن يوجه نتنياهو الى الحضن الصحيح. مقابل غانتس فان هذين الوزيرين التافهين أظهرا قوتهما. هما انبوب التغذية الرئيسي للتوتر الشديد بين واشنطن والقدس. وعلى اسمهما سجلت العقوبات الاولى غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على اسرائيل. هما الكابحان اللذان يمنعان السلطة الفلسطينية من لعب دورها، دون أن التخلي بالطبع عن اسهامهما الجوهري في لائحة الاتهام التي وضعت في محكمة العدل الدولية التي ناقشت الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا.

كل ذلك كان يجب أن يكفي غانتس كي يحزم حقائبه ويذهب الى البيت. ولكن هذا هو غانتس. هكذا، في حين أنه يوجد لحماس زعيم واحد، فانه في اسرائيل الحراس السياسيين الذين يعملون مثل مليشيات يقومون باملاء جدول الاعمال. والسنوار ليس بحاجة الى اكثر من ذلك.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى